تدريجيا و يوما بعد يوم ، و عن استحياء منافق، أصبح الحكام العرب يعينون في منصب وزير الثقافة مواطنين لهم اختصاصات مهنية و سوابق أخلاقية معينة .
فمن الدعاة إلى الاعتراف بقانون المثليين و الشواذ جنسيا إلى السحاقيات ، و من مؤيدي الدعارة السياسية إلى مؤيدي الدعارة الجنسية. و من عاشقي الصبيان إلى عاشقي الروج ( النبيد الأحمر) و أكل السردين المشوي على الفحم، و من الدعاية للمهرجانات التي توزع فيها فيها العوازل الطبية مجانا إلى الملتقيات الثقافية التافهة التي تهدر فيها الأموال الطائلة في حين أن فلذات أكبادنا ترمي بنفسها إلى البحر هربا من الجوع القاتل الذي لا يعترف به قادتنا و أذنابهم و طباليهم و صحافتهم المأجورة.
إن تعيين السيدة ثريا جبران من طرف أمير المؤمنينن، حامي حمى الملة و الدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، دليل قطعي على ما أقول ، و دليل أن بلدنا الحبيب سائر في ركب أو هو قاطرة العالم العربي في مجال الرعونة و الدعارة و الفساد.
إن صاحب الجلالة، و بتعيينه السيدة الآنفة الذكر، ارتكب جرما عظيما أضافه إلى الجرائم الأخرى التي لا تعد و لا تحصى و التي ليس لها من هدف إلا إغراق المغرب في غياهيب و ظلمات لا يدريها إلا خالق الكون. و هذا الجرم لم يرتكب خطأ و إنما كان مدروسا بطريقة عقلانية و محسوبة لإدخالنا في أفق ثقافي عربي جديد : عصر “النكافات و البراحات” . ولمن لا يعرف مفردة “النكافة” فهي المرأة التي تستأجر في الأعراس لتستعمل كبوق :
ها هي من عند أختها نعيمة ، جات من الطاليان ، تغرم و تعاود 300 ريال.
ها هي من عند خوها مجيد ، مول الطاكسي 200 ريال.
ها هي من عند أمها البتول ، “الكلاسة” في الحمام ، تغرم و تعاود 100 ريال.
هذه هي مهنة “النكافة” في بلدنا الكريم ، بلد “النكافات” و القوادات و العاهرات المحترفات.
أما “البراحات” فهي من البراح ، و البراح هو الشخص الذي كان يشتغل قديما في القرى و المدن لإبلاغ الناس بالقرارات الصادرة عن السلطات العليا:
يا عباد الله ، آسمعوا خبار الخير، قال ليكم القايد ، للي عندو شي عزري ، يجيبوا نهار السوق الماجي ، باش يتقيد في العسكر نتاع فرنسا ، و للي خالف الأوامر نتاع القايد ما يلوم إلا نفسه.
فهذه السيدة التي انتقاها عاهلنا المفدى اجتمعت فيها هذه الصفات، زيادة على القوادة و الدعارة.
ففي وسط السبعينات ، ذهبت أنا و صديقي الوزاني إلى بيت مغنية معروفة تمارس الدعارة يعرفها بالقرب من كورنيش عين الدئاب ، و التي لم تكن في الحقيقة سوى المغنية نعيمة سميح ، التي كانت تتقاضى 100 درهم لكل عملية جنسية ، و هو مبلغ كبير آنذاك. و قد كانت قوادتها التي تعيش معها في هذا البيت السيدة المحترمة الوزيرة الحالية للثقافة ، و هي التي كانت تقوم بالاستقبال. كما أن هذا الثنائي ( نعيمة و ثريا) كان يشتغل بأكبر وكر للدعارة آنداك يرتاده الخليجيونWICHITA ، مثلهما مثل باقي المغنيات المحترمات ، و على سبيل الذكر لا الحصر الراحلة ماجدة البليدي التي كانت تلقب بماجدة عبد الوهاب، و التي توفيت بعد ذلك في حادث سير.
و قد شاء القدر أن تنجز نعيمة سميح رائعتها ” ياك آ جرحي جريت أو جاريت ” و هي من الحان الفنان وهبي. هذه الأغنية الرائعة قلبت حياة الفنانة العاهرة إلى شخصية متزوجة محترمة تتربع على عرش الأغنية المغربية. أما قوادتها للا ثريا ، فقد ترقت أيضا لتصبح بقدرة قادر منشطة للسهرات التي كانت تداع على المباشر كل يوم سبت ، حينما قرر وزيرالداخلية سيء الذكر أن يجعل حياتنا سهرات و مهرجانات . ففي إحدى السهرات التي أتيح لي مشاهدتها ، كانت المنشطة تصيح بهستيريا كالحمقاء ، معلنة مجيء سيدتها في الدعارة و الحمق ، و بصوت ذكوري :
وا زيدي آزينت البحا ، وا زينت الضحكة….إليكم الفنانة نعيمة سميح.
ظننت حينها أن مسلسل هذه السيدة سينتهي عند هذا الحد، إلا أن رغبة الوزير ابن عاهرة مدينة سطات ، لم تشأ إلا أن تجعل من هذه المعتوهة ما هي عليه اليوم.
أدخلها الوزير العروبي إلى فرقة مسرحية . ثم أسسوا لها سيناريو جميل لتجميلها لدى العامة. حيث أنهم نشروا خبرا مفاده أن الفنانة المسرحية الكبيرة تعرضت لعملية خطف من طرف أجهزة المخابرات المغربية بأمر من البصري، و قد تم اقتيادها إلى مكان مجهول حيث تم الاعتداء عليها بالضرب و كذا إلى تقطيع شعرها عن آخره بواسطة موس حلاقة.
بعد ذلك ، جاء الوزير الاشتراكي المستوه ، الذي عمل اتفاقا PACTEمع الحسن الثاني و أقسم على المصحف قبل موته دون أن يستشير أحدا، و حضر مسرحية ” االعيطة عليك” التي فاقت في التهليل و التطبيل مسرحيات بيكيت و بريخت.
و ها نحن اليوم نرى في هذه الحكومة الجديدة ، حكومة اللفتينغLEFTING ، وجه هذه السيدة المحترمة المضبوعة ، كرائدة للفن ببلدنا الحبيب.
فيا أمير المؤمنين، ألم تجد إلا هذه السيدة المحترمة للانتقام من كرامتنا و أصالتنا ؟
لماذا لم تختر نادية ياسين لهذا المنصب ؟ أ خفت أن هذه السيدة سوف تكتب على مقر وزارتها ” إقرأ و ربك الأكرم” حتى نصل إلى كرامتنا ، أم لأنها قالت أن لعنة الملكية هي سبب إفلاس المغرب ؟ أم انك تنعتها بالإرهاب كذلك، رغم أن الغرب يعامها كمثقفة و ذات فكر ؟
و لنفرض أنها كما تقول ، فلم لم تختر سيد المسرح العربي بدون منازع ألا و هو عبد الكريم برشيد ؟.
آه نسيت بأنه قال عنك يوما بجريدة علي المرابط بأنك أذن.
فيا أمير المؤمنين، إخلع هذا اللقب عنك أو نخلع عنا نحن المغاربة صفة المؤمنين.
Sce:http://mouradegaulle.unblog.fr/
Commentaires récents