يا عبيد المغرب ” أحرقوا”
21122007يا عبيد المغرب ” أحرقوا”
يا عبيد المغرب، أين المفر؟ الملك وزبانيته من ورائكم، والإلدوراد و أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدقُ والصبر، واعلموا أنّكم في هذا المغرب أضيَعُ من الأيتام، في مأدُبَة اللئام، وقد حاصركم ومنعكم من الهجرة عدوّكم بجيشه وأسلحته و شرطته ومخبريه و سياسييه و مثقفيه ورجال دينه، وأقواتُهُ موفورة، وأنتم لا وَزَرَ لكم إلا قواربكم، ولا أقوات إلاَّ ما تستخلصونه من أيدي عدوّكم الملك وزبانيته، وإن امتَدّت بكم الأيام على افتقاركم ولم تنجزوا لكم أمراً ذهبت ريحكم، وتعوّضت القلوب من رُعبها منكم الجراءة عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بِمُناجزة هذا الطاغية، فقد ألقت به إليكم تخادل أجدادكم حينما قبلوا هؤلاء الحكام العرب وأذيالهم ، وإنّ انتهاز الفُرْصَة فيه لممكن إن سمحتم لأنفسكم بالموت، وإنّي لم أحذِّركم أمراً أنا عنه بنَجْوة، ولا حملتكم على خُطة أرخصُ متاع فيها النفوسُ أبدأ بنفسي، واعلموا أنّكم إن صَبرتم على الأشق قليلاً، استمعتم بالأرْفَه الألذِّ طويلاً، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي، فما حَظّكم فيه بأوفى من حظّي، وقد بلغكم ما أنشأتْ بلاد أوروبا من الحور الحسان، من بنات إيطاليا و فرنسا والسويد و اليونان، الرافلات في الدر والمَرْجان، والحُلَل المنسوجة بالعِقْيان، ا لمقصورات في قصور الملوك ذوي التيجان.
ما أشبه اليوم بالأمس، و ما أشبه الغد باليوم.
يا عبيد المغرب ، إن بلدكم ليس إلا سجن كبير، سجن بسماء مفتوح، ضيعة من ضيع القرون الوسطى. لقد جعلوا منكم عبيدا يفكرون ببطونهم و أعضاؤهم التناسلية. لقد أصبح همكم الوحيد هو الأكل و الشرب و النساء والسكن والسيارة و البارابول. ولكن أهم و أغلى شيء في حياة الإنسان التي هي الحرية، فأنتم ممنوعين من مجرد التفكير فيها.
إن بناتكم اللآئي يتسكعن في الطرقات جوار لهم، و فلذات أكبادكم عبيد عندهم في حقولهم و مصانعهم، و جنود يدافعون عن حدودهم و شرطة يحمون أرواحهم و ممتلكاتهم.
يا عبيد المغرب، إن من يفرط في حريته يلغي آدميته و انتسابه للإنسانية.
إنك أيها العربي في وطنك الكبير، لا يدعونك تلبي حاجاتك الحيوانية لكي لا تعرف التوازن و تفكر في حريتك. إن الحرية هي الطبيعة. طبيعة الإنسان التي خلق من أجلها و من اجل ممارستها. و أن الظلم شيء مخالف للطبيعة يجب أن تتصدى له. ولكن حكامك رفضوا أن تستمتع بهذه الحرية، لأنها السبيل الوحيد لحرمانهم من ممارسة لاستبداد عليك و عدم استغلالك. السبيل الوحيد الذي يمنعهم من حيونتك و مسخك إلى حيوان. إن عملية الحيونة التي يمارسها الحكام عليك هي الحاجة الوحيد التي تشفع لهم بقاءهم في الحكم أمام الرأي العام الإنساني. وهي علتهم في تعذيبك و سحقك و تجويعك أمام أنظار العالم.
و ها هو ملك المغرب يحرمك من مجرد التفكير في الانعتاق و الهجرة إلى حيث كرامتك و إنسانيتك. إلى ارض لا تجوع فيها و لا تشقى. إلى حيث الشقراوات الحسان اللائي إن عشقنك إحداهن تحس أنك تعيش مع حور عين، و ليس مع عربيات يمارسن الدعارة الحلال مع أزواجهن. إنك ستكتشف هناك معنى الحرية المسؤولة، بل الحريات. إن هناك انواع من الحريات لا نعرفها و لم نسمع عنها أبدا، أنتجت هذه المجتمعات، و هذا الفكر الخلاق المبدع، وهذا الرقي الحضاري و هذه الرفاهية.
إن البون الشاسع بيننا و بينهم لم يجئ عبثا، بل نتيجة عمل شاق و تضحيات جسيمة في كل المجالات و خصوصا في مجال حريات الإنسان.
ها أنت تعيش في هذا السجن أو هذه السجون أو الضيعات تحكمها و تستفيد منها أقليات. - الملك و عائلته هم أصحابها: إن العائلة الملكية تستعمل كل ما في وسعها لكي لا تهاجر، بكل الوسائل المتاحة لها: قوانينها و دستورها، القمع و التخويف و التهديد، العسكر، المخابرات، الشرطة، السياسيين، رجال الدين، المثقفين، الصحافيين و المخبرين. في حين أن هذه العائلة تقضي معظم أوقات السنة خارج الوطن، ولا يأتون إلا حينما تكون هناك ضرورة للظهور أمام الكاميرات في المناسبات لإيهام الشعب البليد أنهم متواجدين معهم داخل الضيعة. و منهم من يسافر يوميا إلى أوروبا للتبضع، مثل أخوات الملك اللائي يذهبن عند عشاقهن من مصارعي الثيران الإسبان و عارضي الأزياء الطليان.
بل أن هناك أفراد من هذه العائلة من هاجر علانية و بدون رجعة. فابن عمه هشام الفاسق ابتدع كذبة “الأمير الأحمر”، و هو لم يذهب إلا من اجل الشهرة و هربا بأموال الشعب المسكين لاستثمارها في بقع العالم مثل تايلاند حيث فاز سنة 2006 بأحسن مستثمر بتايلاند في حين أن شعب المغرب لم يجد من يستثمر في بلده “الأعزب” اقتصاديا. و كذا أم الملك لطيفة التي هربت مع عشيقها، الحارس الشخصي السابق لأبوه، لكي تمارس حريتها الجنسية كما يحلو لها و بأموال الشعب الفقير.
فلنر جميعا من هم كلاب الحراسة الذين يتصدون للهجرة السرية لكي يبقى هؤلاء العبيد تحت طائلة الملك يفعل بهم ما يشاء.
- الجيش: ها هو الجيش عوض أن يلعب دوره الطبيعي في حماية الحدود من الأعداء، أصبح مجرد أداة لقمع انتفاضات الخبز، و كذا حماية الحدود من المتسللين الهاربين بجلدهم من العبودية و الإستغلال إلى حيث الحرية و الكرامة و صون آدمية الإنسان.
- الشرطة: من جهاز لحماية المواطن و حياته و أملاكه، أصبح أداة للسياسة تستعمل للقمع بجميع أشكاله و للترهيب و للنهب و السرقة والحرمان من مجرد التفكير في الهروب من هذا الجحيم.
- السياسيون: هذه النخبة التي من المفروض أن تسوس و أن تسير دواليب الحكم، أصبحت بعد الغربلة السياسية كراكيز في يد الملك، بما فيها أحزاب اليسار و الدين، تشاركه أحزانه و أفراحه و اغتصابه للسلطة و السرقة و النصب و النهب و ترهيب و تركيع الشعب والضحك على ذقونه و ابتزاز ثرواثه الوطنية، تلك الوطنية التي أصبحت آخر مرحلة من مراحل الدعارة لهؤلاء الساسة، و هدر طاقات هذا الشعب و تبذير موارده الطبيعية.
رجال الدين: هذه الطبقة، عوض أن تلقن الشعب مبادئ دينهم الحنيف، و تحثهم على الإخاء و الإيثار و المحبة و على أن يكونوا يدا واحة ضد الأعداء، هاهم أصبحوا أداة في يد الملك و الحكام العرب، و من فوق المنابر يقيدون الحريات و الفكر الذي سجنوه و قمقموه وأدخلوه في جاهزية اللإستبداد ، حتى أصبح الإمام يهدد الشباب من خلال خطبة الجمعة إلى تحريم الهجرة .
هل هناك استخفاف و كذب و تزوير و تحريف للدين أكثر من هذا؟ الدين الذي جاء ليخرج الإنسان من عبادة المخلوق إلى عبادة الخالق، حولوه إلى مخدر للركوع و الخنوع و تقبيل الأيادي و الرضا بما قسمه و ارتضاه لنا أسيادنا الحكام. أو لم يحثهم الإلاه الذي يعبده هؤلاء المضلون، من خلال القرآن الذي يقولون أنه دستورهم، على الهجرة من بلدانهم الظالمة إلى بلدان فيها عدل و لو كانت كافرة ؟
الآية الاولى”: إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ، قالوا: فيما كنتم ؟ قالوا : كنا مستضعفين في الأرض. قالوا : ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ؟ “
الآية الثانية ” و مالكم ألا تقاتلوا في سبيل الله؟ ، و المستضعفين من النساء و الرجال و الولدان الذين يقولون: ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها .”
صحيح أنني ضعيف في مجال الدين بحكم تكويني الماركسي المفرنس، فأنا جاهل باللغة العربية و الدين، ولكن ألا تنص هاتين الآيتين صراحة على الهجرة من وجه الطغاة و المستبدين من جهة، و كذا على حمل السلاح في وجوههم لمن يستطيع ذلك ؟
المثقفين و رجال الصحافة: أصبحت هذه الطبقة تمارس ما يعرف بدور الشرطة الثقافية، فدورها هو تجريم الفكر المعارض للنظام و قمع تجلياته و انعتاقه من الرق و العبودية والرقابة و المراقبة . ها هي قد أصبح دورها ينحصر في الرقابة و التضليل و تزيين وجه النظام وواجهته و رمز من رموزه التي تزين وجهه ، و كذا الصحافة التي تحولت عن مسارها النبيل الذي هو تثقيف و توجيه المجتمع سياسيا، أصبحت في يد مرتزقة و مخبرين صحفيين ليس لهم من دور إلا الترويج للسياسة القائمة و لنظام الحكم و للتعتيم و الكذب،وأصبحوا سباقين إلى حماية أنظمتهم، يحاربون الهجرة بأقلامهم التي لا يقرءها إلا حكامهم وانتفاعييهم،وأصبحوا يحثون مجتمعاتهم على الرضوخ للأمر الواقع والعبودية التي أصبحت في نظرهم قمة الوطنية و البرغماتية، بالترهيب من مخاطر البحر و تكذيب ما يقال عن ذلك الإلدورادو من رفاهية و من حرية، دون إعطاء البديل لهذا الشعب المقهور الذي يعيش تحت عتبة الفقر المادي و العلمي.
إن هؤلاء الناس، و هم في الحقيقة كلاب حراسة ليس إلا، الذين انتقاهم النظام للدفاع عنه و للتصدي بكل الوسائل لقمع هذه الظاهرة الشريفة النبيلة ، التي فضحت تلاعبات الحكام و ظلمهم، لا يلعبون هذا الدور إلا لسببين: فنجد أن كبار الجيش و البوليس والموظفون السامون ورجال السياسة المرموقين من وزراء وبرلمانيين و غيرهم ورجال الدين المشهورين و الطيعين في يد النظام و الكتاب و الصحافيين المغمورين، كل هؤلاء، في الوقت نفسه الذي يتصدون لأبناء الفقراء بعدم الهجرة، في نفس الوقت يلهثون وراء جنسيات أوروبية لهم و لأولادهم، كما قاموا بإجلاء أبناءهم إلى أوروبا و كندا و أمريكا للدراسة أولا ثم للإستقرار نهائيا، و لا يدخلون إلى بلدانهم إلا من أجل الحصول على وظائف سامية و امتيازات خاصة. إنها قمة الاستهتار و الزدراء والسخرية والازدواجية في الخطاب.
وكذا فإن كل من سولت له نفسه منهم بعدم الرضوخ ينصب له شرك سياسي يتهم بموجبه بالخيانة أو الرشوة أو مساندة الإرهاب.
أما الصغار، فحسبهم ما ينالونه من رضا أسيادهم من الحفاظ على وظائفهم، التي نالوها بالرشوة و الولاء عوض الكفاءة،و ترقيات و من أجور لسد رمقهم و رمق عائلاتهم. كما أنهم يتمسحون بهؤلاء الأسياد لعلهم يساعدون أحد أفراد عائلتهم على الهجرة لكي يساعدهم في تحمل أعباء الأ سرة التي ينوء بها كاهلهم. ولا غرابة أن تجدهم هم أنفسهم من بين المرشحين للهجرة عبر قوارب الموت.
فيا أبناء الشعب المغربي الفقير و الوطن العربي الكبير، أيها العبيد دستوريا، حيث لا يعترف بكم كمواطنين، عليكم ب”الحرقة” ، للهروب من هذا الظالم، لأن الهروب من الظلم شجاعة. وو الله لن ينالكم إلا إحدى الحسنيين :
- إما الوصول إلى بر الأمان إلى حيث العدالة و الحرية و الكرامة و العزة.
- أو الموت كأبطال يذكرهم التاريخ كرافضين للمهانة و للتفقير و للتجويع و للإستعباد، و عند ربكم سوف تكونوا شهداء، و أحياء عند ربكم ترزقون.
با أبناء الشعب المغربي الأصيل، ويا أبناء البربر الكرام، إن كلمة بربر تعني الحرية و البراري، يا سلالة الأبطال مثل ما سينيسا و يوغورتا و الكاهنة و كسيلة و طارق بن زياد، لا تركعوا و لا تركنوا للذل، و أقل ما يمكن أن تقاوموا به هذا النظام الفاشل و الغاشم هو تركهه يواجه المجهول لوحده كما قال محمد الفقيه البصري طيب الله ثراه.
و أخيرا أقول لكم :
- من لم “يحرق” منكم أو يمني نفسه ب”الحرقة” فقد حرمت عليه الجنة.
- من لم ينجح في “الحرقة” فليمت و هو يبحث عنها.
ولا تنسوا أن تدعون لنا ربكم أن يوفقنا بعدكم بالخروج من هذا السجن الكبير.
آمين
- ” أحرقوا” : هاجروا بطريقة غير مشروعة
- “الحرقة” : الهجرة غير الشرعية
Sce:http://mouradegaulle.unblog.fr/
Catégories : La face cachée
Commentaires récents